أيها الغائب..
من مُجيري من همومٍ تتوالى
وهجيرٍ لم أجدْ فيه الظِّلالا
من مجيري من أسىً يطحن قلبي
يجعل البسمة في ثغري خيالا
روضتي كنتُ بها أسمعُ لحناً
وأرى الزهرةَ فيها والغزالا
ما دهاها ؟ لم أعُدْ أسمعُ إلا
آهةَ الشَّاكي وأصواتَ الثَّكالى!
وأرى فيها عيوناً باكياتٍ
نالَ منها السَّهرُ المضني منالا
أيُّها الغائبُ.. قد خلَّفتَ حزناً
وتركتَ الجُرْحَ يزدادُ اختيالا
كيف تدعوني إلى اليَمِّ وتمضي
بعد أنْ ألقيتَ في اليَمِّ الحِـبالا؟!
غاصَتِ الأنْجُُمُ في الظُّلمة حتى
لم تعد ترمقني إلا احتيالا
ودنتْ أحلامُنا منَّا، ولكنْ
قد كساها الليلُ أسمالاً ثِقالا
كان عهدي بلياليَّ قصاراً
كيف صارتْ بعد أنْ غبْتَ طِـوالا ؟!
صار مائي كَـدَراً بعد التَّنائي
ولقد كان على القُـرْبِ زُلالا !
كم طوَيْنا من مسافات طوالٍ
وتجاوزنا سهولاً وجبالاً
كلَّما ضَجَّتْ من السَّيْر رِحالٌ
هيَّأ القلبُ من العزمِ رِحالا
نَطأ ُالشَّوْكَ ونقْتاتُ المآسي
ونرى السَّيرَ على الشوك نِضالا
ويلَ دُنيانا طوَتْنا في مداها
كلَّما امتدَّتْ بنا زدْنا انشغالا
قدرٌ ذقنا به اليوم انفصالاً
مثلما ذُقْنا بهِ الأمس اتصالا
شأنُ دنيانا، لقاءٌ ووداعٌ
وانتقالٌ فوقَها يتْـلو انتقالا
نطلبُ العُزلةَ فيها غَيْرَ أنَّا
قد مَلكْنا أنفُساً تأبى انعزالا
كلَّما زدتَ صدوداً وابتعاداً
زادَ قلبي لكَ شوقاً وامتثالا
لم أجدْ في البُعدِ والقُربِ دواءً
أصبحَ النِّسيانُ مِن مثلي مُحالا
لم تَطُلْ أوقاتُنا منذُ التقيْنا
غيرَ أنَّا قد زحمناها وِصالا !
وملأناها وفاءً، سوف يبقى
في جبينِ الدَّهرِ للنَّاسِ مِثالا
أيُّها الشَّاكي من البُعدِ تمهَّلْ
ربما تَجني من القرب وَبالا!
أنخوضُ اللُّجَّةَ اليومَ ونمضي
أم تُرى نبقي على الناس عِـيالا؟
كيف أحظى بجوابٍ لسؤالي
وأنا ما زلتُ أجْترُّ السُّؤالا ؟!
لي مِنَ الله مُعينٌ ويقينٌ
يطردُ اليأسَ ولا يخشى الزَّوالا
رُبَّـما يَـلْـفَـحُـنـا الإثـمُ، ولـكـنْ
نَـطْـلُـبُ العَـفْـوَ مِن اللهِ تَـعالى
الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي
من مُجيري من همومٍ تتوالى
وهجيرٍ لم أجدْ فيه الظِّلالا
من مجيري من أسىً يطحن قلبي
يجعل البسمة في ثغري خيالا
روضتي كنتُ بها أسمعُ لحناً
وأرى الزهرةَ فيها والغزالا
ما دهاها ؟ لم أعُدْ أسمعُ إلا
آهةَ الشَّاكي وأصواتَ الثَّكالى!
وأرى فيها عيوناً باكياتٍ
نالَ منها السَّهرُ المضني منالا
أيُّها الغائبُ.. قد خلَّفتَ حزناً
وتركتَ الجُرْحَ يزدادُ اختيالا
كيف تدعوني إلى اليَمِّ وتمضي
بعد أنْ ألقيتَ في اليَمِّ الحِـبالا؟!
غاصَتِ الأنْجُُمُ في الظُّلمة حتى
لم تعد ترمقني إلا احتيالا
ودنتْ أحلامُنا منَّا، ولكنْ
قد كساها الليلُ أسمالاً ثِقالا
كان عهدي بلياليَّ قصاراً
كيف صارتْ بعد أنْ غبْتَ طِـوالا ؟!
صار مائي كَـدَراً بعد التَّنائي
ولقد كان على القُـرْبِ زُلالا !
كم طوَيْنا من مسافات طوالٍ
وتجاوزنا سهولاً وجبالاً
كلَّما ضَجَّتْ من السَّيْر رِحالٌ
هيَّأ القلبُ من العزمِ رِحالا
نَطأ ُالشَّوْكَ ونقْتاتُ المآسي
ونرى السَّيرَ على الشوك نِضالا
ويلَ دُنيانا طوَتْنا في مداها
كلَّما امتدَّتْ بنا زدْنا انشغالا
قدرٌ ذقنا به اليوم انفصالاً
مثلما ذُقْنا بهِ الأمس اتصالا
شأنُ دنيانا، لقاءٌ ووداعٌ
وانتقالٌ فوقَها يتْـلو انتقالا
نطلبُ العُزلةَ فيها غَيْرَ أنَّا
قد مَلكْنا أنفُساً تأبى انعزالا
كلَّما زدتَ صدوداً وابتعاداً
زادَ قلبي لكَ شوقاً وامتثالا
لم أجدْ في البُعدِ والقُربِ دواءً
أصبحَ النِّسيانُ مِن مثلي مُحالا
لم تَطُلْ أوقاتُنا منذُ التقيْنا
غيرَ أنَّا قد زحمناها وِصالا !
وملأناها وفاءً، سوف يبقى
في جبينِ الدَّهرِ للنَّاسِ مِثالا
أيُّها الشَّاكي من البُعدِ تمهَّلْ
ربما تَجني من القرب وَبالا!
أنخوضُ اللُّجَّةَ اليومَ ونمضي
أم تُرى نبقي على الناس عِـيالا؟
كيف أحظى بجوابٍ لسؤالي
وأنا ما زلتُ أجْترُّ السُّؤالا ؟!
لي مِنَ الله مُعينٌ ويقينٌ
يطردُ اليأسَ ولا يخشى الزَّوالا
رُبَّـما يَـلْـفَـحُـنـا الإثـمُ، ولـكـنْ
نَـطْـلُـبُ العَـفْـوَ مِن اللهِ تَـعالى
الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي
تعليقات
إرسال تعليق